فصل: التَّفْوِيتُ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإتقان في علوم القرآن (نسخة منقحة)



.الْإِدْمَاجُ:

قَالَ ابْنُ أَبِي الْإِصْبَع: هُوَ أَنْ يُدْمِجَ الْمُتَكَلِّمُ غَرَضًا فِي غَرَضٍ أَوْ بَدِيعًا فِي بَدِيعٍ، بِحَيْثُ لَا يَظْهَرُ فِي الْكَلَامِ إِلَّا أَحَدُ الْغَرَضَيْنِ أَوْ أَحَدُ الْبَدِيعَيْنِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ} [الْقَصَص: 70]، أُدْمِجَتِ الْمُبَالَغَةُ فِي الْمُطَابَقَةِ؛ لِأَنَّ انْفِرَادَهُ تَعَالَى بِالْحَمْدِ فِي الْآخِرَةِ- وَهِيَ الْوَقْتُ الَّذِي لَا يُحْمَدُ فِيهِ سِوَاهُ- مُبَالَغَةٌ فِي الْوَقْتِ بِالِانْفِرَادِ بِالْحَمْدِ، وَهُوَ وَإِنْ خَرَجَ مَخْرَجَ الْمُبَالَغَةِ فِي الظَّاهِرِ، فَالْأَمْرُ فِيهِ حَقِيقَةٌ فِي الْبَاطِنِ، فَإِنَّهُ رَبُّ الْحَمْدِ وَالْمُنْفَرِدُ بِهِ فِي الدَّارَيْنِ. انْتَهَى.
قُلْتُ: وَالْأَوْلَى أَنَّ يُقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة: إِنَّهَا مِنْ إِدْمَاجِ غَرَضٍ فِي غَرَضٍ، فَإِنَّ الْغَرَضَ مِنْهَا تَفْرُّدُهُ تَعَالَى بِوَصْفِ الْحَمْدِ، وَأَدْمَجَ فِيهِ الْإِشَارَةَ إِلَى الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ.

.الِافْتِنَانَ:

هُوَ الْإِتْيَانُ فِي كَلَامٍ بِفَنَّيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ كَالْجَمْعِ بَيْنَ الْفَخْرِ وَالتَّعْزِيَةِ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرَّحْمَن: 27]، فَإِنَّهُ تَعَالَى عَزَّى جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْمَلَائِكَةِ وَسَائِرِ أَصْنَافِ مَا هُوَ قَابِلٌ لِلْحَيَاةِ، وَتَمَدَّحَ بِالْبَقَاءِ بَعْدَ فَنَاءٍ الْمَوْجُودَاتِ فِي عَشْرِ لَفْظَاتٍ، مَعَ وَصْفِهِ ذَاتَهُ- بَعْدَ انْفِرَادِهِ بِالْبَقَاءِ- بِالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وَمِنْهُ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} الْآيَةَ [مَرْيَمَ: 72]، جَمَعَ فِيهَا بَيْنَ هَنَاءٍ وَعَزَاءٍ.

.الِاقْتِدَارُ:

هُوَ أَنْ يُبْرِزَ الْمُتَكَلِّمُ الْمَعْنَى الْوَاحِدَ فِي عِدَّةِ صُوَرٍ اقْتِدَارًا مِنْهُ عَلَى نَظْمِ الْكَلَامِ وَتَرْكِيبِهِ عَلَى صِيَاغَةِ قَوَالِبِ الْمَعَانِي وَالْأَغْرَاضِ، فَتَارَةً يَأْتِي بِهِ فِي لَفْظِ الِاسْتِعَارَةِ، وَتَارَةً فِي صُورَةِ الْإِرْدَافِ، وَحِينًا فِي مَخْرِجِ الْإِيجَازِ، وَمَرَّةً فِي قَالَبِ الْحَقِيقَةِ.
قَالَ ابْنُ أَبِي الْإِصْبَع: وَعَلَى هَذَا أَتَتْ جَمِيعُ قَصَصِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّكَ تَرَى الْقِصَّةَ الْوَاحِدَةَ الَّتِي لَا تَخْتَلِفُ مَعَانِيهَا تَأْتِي فِي صُورَةٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَقَوَالِبَ مِنَ الْأَلْفَاظِ مُتَعَدِّدَةٍ، حَتَّى لَا تَكَادَ تَشْتَبِهُ فِي مَوْضِعَيْنِ مِنْهُ، وَلَا بُدَّ أَنْ تَجِدَ الْفَرْقَ بَيْنَ صُوَرِهَا ظَاهِرًا.
ائْتِلَافُ اللَّفْظِ مَعَ اللَّفْظِ وَائْتِلَافُهُ مَعَ الْمَعْنَى:
الْأَوَّلُ: أَنْ تَكُونَ الْأَلْفَاظُ يُلَائِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا بِأَنْ يُقَرَّبَ الْغَرِيبُ بِمِثْلِهِ، وَالْمُتَدَاوَلُ بِمِثْلِهِ رِعَايَةً لِحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْمُنَاسَبَةِ.
وَالثَّانِي: أَنْ تَكُونَ أَلْفَاظُ الْكَلَامِ مُلَائِمَةً لِلْمَعْنَى الْمُرَادِ، فَإِنْ كَانَ فَخْمًا كَانَتْ أَلْفَاظُهُ فَخْمَةً، أَوْ جَزْلًا فَجَزْلَةً، أَوْ غَرِيبًا فَغَرِيبَةً، أَوْ مُتَدَاوَلًا فَمُتَدَاوَلَةً، أَوْ مُتَوَسِّطًا بَيْنَ الْغَرَابَةِ وَالِاسْتِعْمَالِ فَكَذَلِكَ.
فَالْأَوَّلُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} [يُوسُفَ: 85]، أَتَى بِأَغْرَبِ أَلْفَاظِ الْقَسَمِ وَهِيَ (التَّاءُ)، فَإِنَّهَا أَقَلُّ اسْتِعْمَالًا وَأَبْعَدُ مِنْ أَفْهَامِ الْعَامَّةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى (الْبَاءِ) وَ(الْوَاوِ)، وَبِأَغْرَبِ صِيَغِ الْأَفْعَالِ الَّتِي تَرْفَعُ الْأَسْمَاءَ وَتَنْصِبُ الْأَخْبَارَ، فَإِنَّ (تَزَالُ) أَقْرَبُ إِلَى الْأَفْهَامِ، وَأَكْثَرُ اسْتِعْمَالًا مِنْهَا، وَبِأَغْرَبِ أَلْفَاظِ الْهَلَاكِ وَهُوَ (الْحَرَضُ)، فَاقْتَضَى حُسْنُ الْوَضْعِ فِي النَّظْمِ أَنْ تُجَاوَرَ كُلُّ لَفْظَةٍ بِلَفْظَةٍ مِنْ جِنْسِهَا فِي الْغَرَابَةِ، تَوَخِّيًا لِحُسْنِ الْجِوَارِ، وَرِعَايَةً فِي ائْتِلَافِ الْمَعَانِي بِالْأَلْفَاظِ، وَلِتَتَعَادَلَ الْأَلْفَاظُ فِي الْوَضْعِ وَتَتَنَاسَبُ فِي النَّظْمِ، وَلَمَّا أَرَادَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [الْأَنْعَام: 109]، فَأَتَى بِجَمِيعِ الْأَلْفَاظِ مُتَدَاوَلَةً لَا غَرَابَةَ فِيهَا.
وَمِنَ الثَّانِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هُودٍ: 113]، لَمَّا كَانَ الرُّكُونُ إِلَى الظَّالِمِ؛ وَهُوَ الْمَيْلُ إِلَيْهِ وَالِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ دُونَ مُشَارَكَتِهِ فِي الظُّلْمِ، وَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْعِقَابُ عَلَيْهِ دُونَ الْعِقَابِ عَلَى الظُّلْمِ، فَأَتَى بِلَفْظِ الْمَسِّ الَّذِي هُوَ دُونَ الْإِحْرَاقِ وَالِاصْطِلَاءِ.
وَقَوْلُهُ: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا} [الْبَقَرَة: 286]، أَتَى بِلَفْظِ الِاكْتِسَابِ الْمُشْعِرِ بِالْكُلْفَةِ وَالْمُبَالَغَةِ فِي جَانِبِ السَّيِّئَةِ لِثِقَلِهَا، وَكَذَا قَوْلُهُ: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا} [الشُّعَرَاء: 94]، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ مِنْ (كُبُّوا) لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُمْ مُكَبُّونَ كَبًّا عَنِيفًا فَظِيعًا. {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ} [فَاطِرٍ: 37]، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ مِمَّنْ يَصْرُخُونَ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ صُرَاخًا مُنْكَرًا، خَارِجًا عَنِ الْحَدِّ الْمُعْتَادِ.
{أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} [الْقَمَر: 42]، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ مِنْ (قَادِرٍ) لِلْإِشَارَةِ إِلَى زِيَادَةِ التَّمَكُّنِ فِي الْقُدْرَةِ، وَأَنَّهُ لَا رَادَّ لَهُ وَلَا مُعَقِّبَ.
وَمِثْلُ ذَلِكَ: {وَاصْطَبِرْ} [مَرْيَمَ: 65]، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ مِنْ (اصْبِرْ).
وَ: {الرَّحْمَنِ}، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ مِنَ {الرَّحِيمِ}، فَإِنَّهُ يُشْعِرُ بِاللُّطْفِ وَالرِّفْقِ، كَمَا أَنَّ (الرَّحْمَنَ) يُشْعِرُ بِالْفَخَامَةِ وَالْعَظَمَةِ.
وَمِنْهُ الْفَرْقُ بَيْنَ (سَقَى) وَ(أَسْقَى)، فَإِنَّ (سَقَى) لِمَا لَا كُلْفَةَ مَعَهُ فِي السُّقْيَا، وَلِهَذَا أَوْرَدَهُ تَعَالَى فِي شَرَابِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الْإِنْسَان: 21]، وَ(أَسْقَى) لِمَا فِيهِ كُلْفَةٌ، وَلِهَذَا أَوْرَدَهُ فِي شَرَابِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} [الْمُرْسَلَات: 27]، {لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الْجِنّ: 16]؛ لِأَنَّ السُّقْيَا فِي الدُّنْيَا لَا تَخْلُو مِنَ الْكُلْفَةِ أَبَدًا.

.الِاسْتِدْرَاكُ وَالِاسْتِثْنَاءُ:

الِاسْتِدْرَاكُ وَالِاسْتِثْنَاءُ شَرْطُ كَوْنِهِمَا مِنَ الْبَدِيعِ أَنْ يَتَضَمَّنَا ضَرْبًا مِنَ الْمَحَاسِنِ زَائِدًا عَلَى مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيُّ.
مِثَالُ الِاسْتِدْرَاك: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الْحُجُرَات: 14]، فَإِنَّهُ لَوِ اقْتَصَرَ عَلَى قَوْلِه: {لَمْ تُؤْمِنُوا} لَكَانَ مُنَفِّرًا لَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ ظَنُّوا الْإِقْرَارَ بِالشَّهَادَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادٍ إِيمَانًا، فَأَوْجَبَتِ الْبَلَاغَةُ ذِكْرَ الِاسْتِدْرَاكِ لِيُعْلَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ مُوَافَقَةُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، وَإِنَّ انْفِرَادَ اللِّسَانِ بِذَلِكَ يُسَمَّى إِسْلَامًا وَلَا يُسَمَّى إِيمَانًا. وَزَادَ ذَلِكَ إِيضَاحًا بِقَوْلِه: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الْحُجُرَات: 14]، فَلَمَّا تَضَمَّنَ الِاسْتِدْرَاكُ إِيضَاحَ مَا عَلَيْهِ ظَاهِرُ الْكَلَامِ مِنَ الْإِشْكَالِ عُدَّ مِنَ الْمَحَاسِنِ.
وَمِثَالُ الِاسْتِثْنَاء: {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [الْعَنْكَبُوت: 14]، فَإِنَّ الْإِخْبَارَ عَنْ هَذِهِ الْمُدَّةِ بِهَذِهِ الصِّيغَةِ يُمَهِّدُ عُذْرَ نُوحٍ فِي دُعَائِهِ عَلَى قَوْمِهِ بِدَعْوَةٍ أَهْلَكَتْهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ؛ إِذْ لَوْ قِيلَ: (فَلَبِثَ فِيهِمْ تِسْعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ عَامًا) لَمْ يَكُنْ فِيهِ مِنَ التَّهْوِيلِ مَا فِي الْأَوَّلِ؛ لِأَنَّ لَفْظَ الْأَلْفِ مِنَ الْأَوَّلِ أَوَّلُ مَا يَطْرُقُ السَّمْعُ، فَيَنْشَغِلُ بِهَا عَنْ سَمَاعِ بَقِيَّةِ الْكَلَامِ، وَإِذَا جَاءَ الِاسْتِثْنَاءُ لَمْ يَبْقَ لَهُ بَعْدَهَا مَا تَقَدَّمَهُ وَقْعٌ يُزِيلُ مَا حَصَلَ عِنْدَهُ مِنْ ذِكْرِ الْأَلْفِ.

.الِاقْتِصَاصُ:

ذَكَرَهُ ابْنُ فَارِسٍ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ كَلَامٌ فِي سُورَةٍ مُقْتَصًّا مِنْ كَلَامٍ فِي سُورَةٍ أُخْرَى أَوْ فِي تِلْكَ السُّورَةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [الْعَنْكَبُوت: 27]، وَالْآخِرَةُ دَارُ ثَوَابٍ لَا عَمَلَ فِيهَا، فَهَذَا مُقْتَصٌّ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا} [طَه: 75].
وَمِنْهُ: {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} [الصَّافَّات: 57]، مَأْخُوذًا مِنْ قَوْلِه: {أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} [سَبَإٍ: 38].
وَقَوْلُهُ: {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غَافِرٍ: 51]، مُقْتَصٌّ مِنْ أَرْبَعِ آيَاتٍ؛ لِأَنَّ الْأَشْهَادَ أَرْبَعَةٌ: الْمَلَائِكَةُ فِي قَوْلِه: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 21]، وَالْأَنْبِيَاءُ فِي قَوْلِه: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النِّسَاء: 41]، وَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِه: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الْبَقَرَة: 143]، وَالْأَعْضَاءُ فِي قَوْلِه: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ} [النُّور: 24]، الْآيَةَ.
وَقَوْلُهُ: {يَوْمَ التَّنَادِ} [غَافِرٍ: 32]، قُرِئَ مُخَفَّفًا وَمُشَدَّدًا، فَالْأَوَّلُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِه: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ} [الْأَعْرَاف: 44]، وَالثَّانِي مِنْ قَوْلِه: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} [عَبَسَ: 34].

.الْإِبْدَالُ:

هُوَ إِقَامَةُ بَعْضِ الْحُرُوفِ مَقَامَ بَعْضٍ.
وَجَعَلَ مِنْهُ ابْنُ فَارِسٍ: {فَانْفَلَقَ}: أَي: انْفَرَقَ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ} [الشُّعَرَاء: 63]، فَالرَّاءُ وَاللَّامُ مُتَعَاقِبَتَانِ.
وَعَنِ الْخَلِيلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} [الْإِسْرَاء: 5]، أَنَّهُ أُرِيدَ فَحَاسُوا، فَجَاءَتِ الْجِيمُ مَقَامَ الْحَاءِ، وَقَدْ قُرِئَ بِالْحَاءِ أَيْضًا.
وَجَعَلَ مِنْهُ الْفَارِسِيُّ: {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ} [ص: 32]؛ أَي: الْخَيْلَ.
وَجَعَلَ مِنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: {إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الْأَنْفَال: 35]؛ أَيْ: تَصْدِدَةً.

.تَأْكِيدُ الْمَدْحِ بِمَا يُشْبِهُ الذَّمَّ:

قَالَ ابْنُ أَبِي الْإِصْبَع: هُوَ فِي غَايَةِ الْعِزَّةِ فِي الْقُرْآنِ.
قَالَ: وَلَمْ أَجِدْ مِنْهُ إِلَّا آيَةً وَاحِدَةً، وَهِيَ قَوْلُهُ: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ} الْآيَةَ [الْمَائِدَة: 59]، فَإِنَّ الِاسْتِثْنَاءَ- بَعْدَ الِاسْتِفْهَامِ الْخَارِجِ مَخْرَجَ التَّوْبِيخِ عَلَى مَا عَابُوا بِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْإِيمَانِ- يُوهِمُ أَنَّ مَا يَأْتِي بَعْدَهُ مِمَّا يُوجِبُ أَنْ يُنْقَمَ عَلَى فَاعِلِهِ مِمَّا يُذَمُّ بِهِ، فَلَمَّا أَتَى بَعْدَ الِاسْتِثْنَاءِ بِمَا يُوجِبُ مَدْحَ فَاعِلِهِ كَانَ الْكَلَامُ مُتَضَمِّنًا تَأْكِيدَ الْمَدْحِ بِمَا يُشْبِهُ الذَّمَّ.
قُلْتُ: وَنَظِيرُهَا قَوْلُهُ: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التَّوْبَة: 74]، وَقَوْلُهُ: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [الْحَجّ: 40]، فَإِنَّ ظَاهِرَ الِاسْتِثْنَاءِ أَنَّ مَا بَعْدَهُ حَقٌّ يَقْتَضِي الْإِخْرَاجَ فَلَمَّا كَانَ صِفَةَ مَدْحٍ يَقْتَضِي الْإِكْرَامَ لَا الْإِخْرَاجَ كَانَ تَأْكِيدًا لِلْمَدْحِ بِمَا يُشْبِهُ الذَّمَّ.
وَجَعَلَ مِنْهُ التَّنُوخِيُّ فِي الْأَقْصَى الْقَرِيبِ: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [الِوَاقِعَة: 25- 26]، اسْتَثْنَى (سَلَامًا سَلَامًا) الَّذِي هُوَ ضِدُّ اللَّغْوِ وَالتَّأْثِيمِ فَكَانَ ذَلِكَ مُؤَكِّدًا لِانْتِفَاءِ اللَّغْوِ وَالتَّأْثِيمِ. انْتَهَى.

.التَّفْوِيتُ:

هُوَ إِتْيَانُ الْمُتَكَلِّمِ بِمَعَانٍ شَتَّى مِنَ الْمَدْحِ وَالْوَصْفِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْفُنُونِ، كُلُّ فَنٍّ فِي جُمْلَةٍ مُنْفَصِلَةٍ عَنْ أُخْتِهَا مَعَ تَسَاوِي الْجُمَلِ فِي الزِّنَةِ، وَتَكُونُ فِي الْجُمَلِ الطَّوِيلَةِ وَالْمُتَوَسِّطَةِ وَالْقَصِيرَةِ.
فَمِنَ الطَّوِيلَة: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشُّعَرَاء: 78- 81]، وَمِنَ الْمُتَوَسِّطَة: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [آلِ عِمْرَانَ: 27].
قَالَ ابْنُ أَبِي الْإِصْبَع: وَلَمْ يَأْتِ الْمُرَكَّبُ مِنَ الْقَصِيرَةِ فِي الْقُرْآنِ.

.التَّقْسِيمُ:

هُوَ اسْتِيفَاءُ أَقْسَامِ الشَّيْءِ الْمَوْجُودَةِ لَا الْمُمْكِنَةِ عَقْلًا، نَحْو: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الرَّعْد: 12]؛ إِذْ لَيْسَ فِي رُؤْيَةِ الْبَرْقِ إِلَّا الْخَوْفُ مِنَ الصَّوَاعِقِ وَالطَّمَعُ فِي الْأَمْطَارِ، وَلَا ثَالِثَ لِهَذَيْنَ الْقِسْمَيْنِ.
وَقَوْلُهُ: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فَاطِرٍ: 32]، فَإِنَّ الْعَالَمَ لَا يَخْلُو مِنْ هَذِهِ الْأَقْسَامِ الثلَاثَة: إِمَّا عَاصٍ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، وَإِمَّا سَابِقٌ مُبَادِرٌ بِالْخَيْرَاتِ، وَإِمَّا مُتَوَسِّطٌ بَيْنَهُمَا مُقْتَصِدٌ فِيهَا.
وَنَظِيرُهَا: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الْوَاقِعَة: 7- 10]، وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} [مَرْيَمَ: 64]، اسْتَوْفَى أَقْسَامَ الزَّمَانِ وَلَا رَابِعَ لَهَا.
وَقَوْلُهُ: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} [النُّور: 45]، اسْتَوْفَى أَقْسَامَ الْخَلْقِ فِي الْمَشْيِ.
وَقَوْلُهُ: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آلِ عِمْرَانَ: 191]، اسْتَوْفَى جَمِيعَ هَيْئَاتِ الذَّاكِرِ.
وَقَوْلُهُ: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا} [الشُّورَى: 49، 50]، اسْتَوْفَى جَمِيعَ أَحْوَالِ الْمُتَزَوِّجِينَ، وَلَا خَامِسَ لَهَا.

.التَّدْبِيجُ:

هُوَ أَنْ يَذْكُرَ الْمُتَكَلِّمَ أَلْوَانًا يَقْصِدُ التَّوْرِيَةَ بِهَا وَالْكِنَايَةَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي الْإِصْبَع: كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فَاطِرٍ: 27].
قَالَ: الْمُرَادُ بِذَلِكَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- الْكِنَايَةُ عَنِ الْمُشْتَبَهِ وَالْوَاضِحِ مِنَ الطُّرُقِ; لِأَنَّ الْجَادَّةَ الْبَيْضَاءَ هِيَ الطَّرِيقُ الَّتِي كَثُرَ السُّلُوكُ عَلَيْهَا جِدًّا، وَهِيَ أَوْضَحُ الطُّرُقِ وَأَبْيَنُهَا. وَدُونَهَا الْحَمْرَاءُ، وَدُونَ الْحَمْرَاءِ السَّوْدَاءُ كَأَنَّهَا فِي الْخَفَاءِ وَالِالْتِبَاسِ ضِدَّ الْبَيْضَاءِ فِي الظُّهُورِ وَالْوُضُوحِ.
وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْأَلْوَانُ الثَّلَاثَةُ فِي الظُّهُورِ لِلْعَيْنِ طَرَفَيْنِ وَوَاسِطَةً، فَالطَّرَفُ الْأَعْلَى فِي الظُّهُورِ الْبَيَاضُ، وَالطَّرْفُ الْأَدْنَى فِي الْخَفَاءِ السَّوَادُ، وَالْأَحْمَرُ بَيْنَهُمَا عَلَى وَضْعِ الْأَلْوَانِ فِي التَّرْكِيبِ، وَكَانَتْ أَلْوَانُ الْجِبَالِ لَا تَخْرُجُ عَنْ هَذِهِ الْأَلْوَانِ الثَّلَاثَةِ، وَالْهِدَايَةُ بِكُلِّ عَلَمٍ نُصِبَ لِلْهِدَايَةِ مُنْقَسِمَةٌ هَذِهِ الْقِسْمَةَ، أَتَتِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ مُنْقَسِمَةً كَذَلِكَ، فَحَصَلَ فِيهَا التَّدْبِيجُ وَصِحَّةُ التَّقْسِيمِ.

.التَّنْكِيتُ:

هُوَ أَنْ يَقْصِدَ الْمُتَكَلِّمُ إِلَى شَيْءٍ بِالذِّكْرِ دُونَ غَيْرِهِ، مِمَّا يَسُدُّ مَسَدَّهُ لِأَجْلِ نُكْتَةٍ فِي الْمَذْكُورِ تُرَجِّحُ مَجِيئَهُ عَلَى سِوَاهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}، خَصَّ الشِّعْرَى بِالذِّكْرِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ النُّجُومِ، وَهُوَ تَعَالَى رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَ ظَهَرَ فِيهِمْ رَجُلٌ يُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي كَبْشَةَ عَبَدَ الشِّعْرَى، وَدَعَا خَلْقًا إِلَى عِبَادَتِهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} [النَّجْم: 49]، الَّتِي ادُّعِيَتْ فِيهَا الرُّبُوبِيَّةُ.

.التَّجْرِيدُ:

هُوَ أَنْ يُنْتَزَعَ مِنْ أَمْرٍ ذِي صِفَةٍ آخَرُ مِثْلُهُ مُبَالَغَةً فِي كَمَالِهَا فِيهِ، نَحْوُ: (لِي مِنْ فُلَانٍ صِدِّيقٍ حَمِيمٍ)، جَرَّدَ مِنَ الرَّجُلِ الصِّدِّيقِ آخَرَ مِثْلَهُ مُتَّصِفًا بِصِفَةِ الصَّدَاقَةِ، نَحْوُ: (وَمَرَرْتُ بِالرَّجُلِ الْكَرِيمِ وَالنَّسَمَةِ الْمُبَارَكَةِ)، جَرَّدُوا مِنَ الرَّجُلِ الْكَرِيمِ آخَرَ مِثْلَهُ مُتَّصِفًا بِصِفَةِ الْبَرَكَةِ، وَعَطَفُوهُ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ غَيْرُهُ، وَهُوَ هُوَ.
وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ فِي الْقُرْآن: {لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ} [فُصِّلَتْ: 28]، لَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّ الْجَنَّةَ فِيهَا دَارُ خُلْدٍ وَغَيْرُ دَارِ خُلْدٍ، بَلْ هِيَ نَفْسُهَا دَارُ الْخُلْدِ، فَكَأَنَّهُ جَرَّدَ مِنَ الدَّارِ دَارًا. ذَكَرَهُ فِي الْمُحْتَسَبِ.
وَجُعِلَ مِنْهُ: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} [الْأَنْعَام: 95].
عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَيِّتِ النُّطْفَةُ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: {فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرَّحْمَن: 37]، بِالرَّفْعِ بِمَعْنَى حَصَلَتْ مِنْهَا وَرْدَةٌ.
قَالَ: وَهُوَ مِنَ التَّجْرِيدِ.
وَقُرِئَ أَيْضًا: {يَرِثُنِي وَارِثٌ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا هُوَ التَّجْرِيدُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُرِيدُ: وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلْيًّا يَرِثُنِي وَارِثٌ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَهُوَ الْوَارِثُ نَفْسُهُ، فَكَأَنَّهُ جَرَّدَ مِنْهُ وَارِثًا.

.التَّعْدِيدُ:

هُوَ إِيقَاعُ الْأَلْفَاظِ الْمُفْرَدَةِ عَلَى سِيَاقٍ وَاحِدٍ، وَأَكْثَرُ مَا يُوجَدُ فِي الصِّفَاتِ كَقَوْلِه: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الْحَشْر: 23]، وَقَوْلُهُ: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ} الْآيَةَ [التَّوْبَة: 112]، وَقَوْلُهُ: {مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ} الْآيَةَ [التَّحْرِيم: 5].